الأستاذ حسن ساباز: الأجواء الضبابية
يرى الأستاذ حسن ساباز أن الأحداث الأمنية والسياسية الأخيرة تجري في أجواء ضبابية تختلط فيها الوقائع بنظريات المؤامرة، في ظل عدوان أمريكي متواصل وتوظيف سياسي للأزمات، ويؤكد أن الإبادة الجارية في غزة ستظل تطارد داعميها أخلاقيًا وإنسانيًا، كاشفةً زيف الشعارات الإنسانية وسقوط الأقنعة عن الخطاب الصهيوني والغربي.
كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:
لا أدري إلى أيّ مدى يرتبط الأمر بالموسم، لكن هناك من يرى أن نسبة الضباب في الأجواء قد ازدادت.
كثيرون يعبّرون عن إيمانهم بنظريات المؤامرة وهم يقولون: «لا يمكن أن يكون كل هذا مجرد صدفة» .
فالأجواء كانت متوترة أصلًا.
زار أعلى المسؤولين العسكريين الأتراك دمشق، ولم يكن أيٌّ منهم يرتدي الزيّ العسكري الرسمي، بل ظهروا جميعًا بلباسٍ عسكري مموّه، وفي الوقت نفسه، كانت الرسائل الصادرة من تركيا تجاه «قسد» تزداد حدّة، مع الحديث عن منح مهلة حتى نهاية كانون الأول/ديسمبر، وأن الخيار العسكري سيكون مطروحًا إذا لم يتحقق الاندماج.
وفي خضمّ ذلك، ورد خبر مقتل جنديين أمريكيين ومترجم في هجوم مسلح في مدينة تدمر التابعة لحمص.
المنطقة كانت سابقًا من معاقل تنظيم داعش، فتم توجيه أصابع الاتهام إليه على الفور.
الولايات المتحدة، التي تنفذ عمليات عسكرية حيث تشاء في مختلف أنحاء سوريا، والتي نفّذت خلال العام الأخير حتى بعد سقوط نظام الأسد العديد من الاغتيالات، خرجت مهددةً بـ«الرد»، وسارعت «قسد» إلى التذكير بأنها «شريك الولايات المتحدة في محاربة داعش»، وأعلنت استعدادها للمشاركة في أي عمليات.
ودخلت دول المنطقة في سباق لإصدار بيانات تعزية بجنديين أمريكيين، رغم أن الولايات المتحدة نفسها هي القوة القاتلة التي حوّلت المنطقة إلى بحر من الدماء.
وفي الأثناء، برز تساؤل مهم: ضد من سيكون هذا «الرد» الأمريكي؟
فهل يمكن لقوةٍ تمارس الهجوم باستمرار أن تسمي ردّها على هجومٍ تتعرض له «انتقامًا»؟
الولايات المتحدة هي القوة المحتلة والمعتدية في الشرق الأوسط، وقد تسببت خلال العشرين عامًا الماضية في مقتل ما لا يقل عن مليوني إنسان، لذلك يمكن اعتبار كل هجوم يُنفَّذ ضدها «ردًّا» عليها، بل يمكن القول إن أي دولة أو حركة تستهدف القوات الأمريكية لا تملك قدرة «الرد بالمثل»، وإنما لا تفعل أكثر من إزعاج القوة الإمبريالية المحتلة قليلًا.
ومن المعروف، استنادًا إلى تصريحات سابقة، أن أعدادًا كبيرة من عناصر داعش محتجزون لدى «قسد»، وأن قسمًا منهم جرى تجنيده واستخدامه كمقاتلين في صفوفها.
نترك هذا الضباب هنا، وننتقل إلى الحديث عن الهجوم المسلح الذي استهدف «فعالية يهودية» في أستراليا، وما أُثير حوله من نظريات المؤامرة.
يرى بعضهم أن الهجوم الذي وقع في هذه الفترة حيث يُتداول الحديث عن إرسال قوات عسكرية من «بعض الدول» إلى غزة تحت مسمى «قوات حفظ السلام» — يحمل جوانب «غامضة»، بل ذهب بعضهم إلى الادعاء بأن أحد منفذي الهجوم كان جنديًا في الجيش الإسرائيلي.
وقد بدت بوضوح حالة النفاق لدى دول مثل الإمارات، التي لم تُبدِ أي موقف يُذكر تجاه الإبادة الوحشية الجارية في غزة، لكنها سارعت بعد مقتل يهود إلى إظهار حزنٍ مبالغ فيه وإصدار بيانات إدانة «للإرهاب»، ومن جهة أخرى، عندما تبيّن أن الشخص الذي حال دون وقوع مجزرة أكبر يُدعى أحمد، لم يغب عن الأنظار ذلك «الارتباك النفسي» لدى من سارعوا إلى ترديد عبارات من قبيل «المسلمون ضد الإرهاب».
سواء وُجدت مؤامرات أو أنشطة استخباراتية أم لا، وسواء زادت المناطق الضبابية من حالة الارتباك، فإن أول ما خطر ببال غالبية الناس لم يكن «مقتل مدنيين يهود»، بل حقيقة أن الوحشية والإبادة الجماعية المرتكبة في غزة ستلاحق في كل أنحاء العالم أولئك اليهود الذين يدعمون الإبادة.
إن دعاء المظلومين في غزة سيبقى يلاحق المجرمين والداعمين للإبادة أينما كانوا.
ولا يمكن لأحد أن يتوقع من بشر شاهدوا على مدى عامين صور المجازر تُبثّ مباشرة، أن يحزنوا على موت يهودٍ داعمين للإبادة.
فالضباب والظلام الحقيقيان في عقول القتلة الإباديين وداعميهم، وسيكونان سبب هلاكهم حقدًا وكراهية.
أما أولئك الذين لم يفقدوا قيمهم الإنسانية، فقد سقطت الأقنعة أمام أعينهم، وانكشفت حقيقة الوحشية الصهيونية المتخفية بلباس الإنسانية. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يسلط الأستاذ محمد أشين الضوء على مسيرة معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال والخذلان الدولي والعربي، مبيّنًا كيف تحولت المقاومة من فعلٍ عفوي بالحجر إلى قوة منظمة ومتطورة، ويؤكد أن هذا التحول لم يكن خيارًا سياسيًا عابرًا، بل استجابة وجودية أدرك فيها الفلسطيني أن الدفاع عن الأرض والكرامة لا يكون إلا بالإرادة والسلاح.
ينتقد الأستاذ محمد كوكطاش ازدواجية الدولة التي تختزل قضايا الخمر والقمار في مسألة الضرائب لا القيم، كما يلفت إلى تناقض المجتمع المتدين الذي يرفض ليلة رأس السنة فقط ويتغاضى عن بقية أيام العام.
يسلّط الأستاذ محمد أيدن الضوء على تحوّل الإعلام من ناقلٍ للخبر إلى أداةٍ فاعلة في توجيه الوعي وصناعة الواقع، متسائلًا عن الجهات التي يستند إليها والأهداف التي يخدمها بعيدًا عن مصلحة الناس.